Sunday, June 14, 2020

شبكة تلفزيون الصين الدولية سي جي تي إن: الفيروس الخارق كوفيد -19: كيف وصلنا إلى هنا؟


بكين-الجمعة 12 يونيو 2020 [ ايتوس واير ]

(بزنيس واير): أودى فيروس كورونا المستجد لغاية الآن بحياة أكثر من 400 ألف شخصاً حول العالم وفقاً لبيانات صادرة عن جامعة جون هوبكنز. ولا أحد يدرك مدى خطورة هذا الفيروس وكم ستستمر هذه الجائحة. 

ولتقديم صورة واضحة للقراء عن كيفية وصولنا إلى ما وصلنا إليه، قامت شبكة تلفزيون الصين الدولية "سي جي تي إن" بتصوير تجربة سبعة* بلدان تضررت بشدة في رسم توضيحي تفاعلي بعنوان "الفيروس الخارق". قامت هذه البلدان، وهي الصين، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، جميعاً بالإبلاغ عن الحالات الأولية المؤكدة إصابتها في مرحلة مبكرة من تفشي الوباء، كما شهدت جميعها أنظمة الرعاية الصحية المتطورة نسبياً فيها ترزح تحت ضغطٍ كبير في الحرب على الوباء. ولكن التدابير السياسية المختلفة فيها أدت إلى نتائج متنوعة.

وفي حين أن الوقت لا يزال مبكراً للغاية لاستخلاص استنتاجات بسيطة، إلا أن التدابير المتعلقة بالسياسات التي تم اتخاذها في كل دولة تستوجب التدقيق. ويعتمد الرسم التوضيحي التفاعلي نهجاً مقارناً في تصور توقيت ومدى سرعة فرض تلك التدابير خلال فترة انتشار الوباء. وقامت شبكة "سي جي تي إن" بتجميع البيانات وتحليلها في ميادين الاختبار، وهو أمر بالغ الأهمية في الكشف المبكر، والتدابير الوقائية التي تشمل الإغلاق الاقتصادي وإلغاء التجمعات العامة، فضلاً عن تطوير الوسائل العلاجية والدواء الشافي- اللقاح الفعال ضد هذا الفيروس.

ويبدو أن الإجراءات التي اتخذتها البلدان فيما يتعلق بالفحوصات التي أجريت في الأيام الأولى قد ساهمت في اختلافات كبيرة لاحقاً. فقد بدأت إيطاليا بإجراء فحوصات واسعة النطاق ولكنها ما لبثت أن تراجعت بعد ذلك للتركيز فقط على المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض الفيروس. ومع تفاقم انتشار الوباء في بريطانيا، تركّزت الفحوصات والموارد الطبية على المرضى الذين كانوا في وضع حرج.

وأبلغت كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عن أول حالات إصابة بفيروس كورونا في الوقت نفسه تقريباً. ولكن مواقف الحكومة في كل منهما تجاه الاختبارات في ظل تفشي الوباء اختلفت كثيراً.

فبعد أسبوع من إبلاغ كوريا الجنوبية عن حالتها الأولى، جمعت دائرة الصحة فيها أكثر من 20 شركة لتصنيع الأدوية لتأمين طريقة لفحص فيروس "كوفيد -19" تم الاتفاق عليها بعد ثمانية أيام. ولكن بعد أسابيع من وصول فيروس كورونا إلى الولايات المتحدة، كان الإحباط لا يزال سيد الموقف إزاء أوجه القصور في توزيع الفحوصات التشخيصية وأدوات الفحص التي شابتها العيوب. وفي البداية تصاعدت الصيحات احتجاجاً على البيروقراطية في التعاطي مع الموافقة على أدوات فحص "كوفيد-19"، ومن ثم حدث ارتباك حول من يمكنه إجراء الفحص.                                                             

أما في ما يتعلق بالقيود المفروضة على السفر، فقد تم اعتماد ضوابط حدودية متباينة من قبل الكثير من الدول الست. وتراوحت التدابير بين الفحوصات الطبية في المطارات والتحذيرات من السفر والقيود المفروضة عليه، وصولاً إلى وضع المسافرين العائدين من الخارج في الحجر الصحي. ولم تطبق الصين، التي تأخرت في ضبط المعابر الحدودية، تلك القيود حتى نهاية مارس عندما كانت حالات الإصابة بالفيروس قد تفشت بالفعل عالمياً.

وترافقت هذه السياسة في بعض البلدان مع تدابير صارمة. فقامت إدارة ترامب بتعليق الهجرة إلى الولايات المتحدة لمدة 60 يوماً بذريعة حماية العمالة المحلية، حيث بلغت نسبة البطالة مستويات قياسية في ظل انتشار فيروس كورونا. إلا أن هذه السياسة أدّت إلى ترنح الكثير من العائلات والشركات بدلاً من النهوض بالعمالة.

كما ساهمت المراقبة الحدودية في المراحل المبكرة في مشكلة واحدة وهي إهمال معظم الدول الغربية الوقاية والمراقبة داخل حدودها.

هذا وفرضت القيود على حركة الناس داخل الحدود الوطنية بدرجات متفاوتة من الفعالية. فعلى سبيل المثال، قامت معظم البلدان الستة بفرض أوامر البقاء في المنازل قبل فرض عمليات الإغلاق التام، باستثناء الصين. وفي صبيحة يوم 23 يناير، وبعد أكثر من 20 يوماً من الإبلاغ عن أول مجموعة من حالات الإصابة المعروفة بالفيروس، أطلقت ووهان علمية إغلاق متشددة، بحيث حظرت تنقل جميع السيارات والقطارات والطائرات ذهاباً وإياباً واستمر الأمر على هذا المنوال لمدة 76 يوماً.  

وفي إيطاليا، حيث اتخذت تدابير مماثلة في منطقتي لومبارديا وفينيتو شمالَ البلاد اللتين تشكلان مجتمعتين 30 في المائة من الاقتصاد الإيطالي، فُرض على السكان الالتزام بالحجر المنزلي مع إغلاق جميع الأعمال غير الضرورية. وفي الوقت نفسه، قامت بعض البلدان الأخرى على غرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بتخطي خطوة فرض الحجر المنزلي الإلزامي في المراحل الأولى لأسبابٍ مختلفة.

فاجأ فيروس "كوفيد-19" العالم بأكمله وكشف عن مدى عدم استعدادنا لمواجهة جائحة بهذا الحجم والنطاق. وأثقل الفيروس كاهل أفضل أنظمة الرعاية الصحية في العالم، بحيث عانت جميع تلك الدول السبع من نقص في أعداد الأخصائيين الطبيين واللوازم الطبية. ولا يزال الأطباء والممرضون يواجهون خطر الإصابة بالفيروس، ناهيك عن العبء النفسي المتمثل في خشيتهم من نقل الفيروس إلى مرضى آخرين، أو أنهم فقدوا وظائفهم عند عودتهم من الخطوط الأمامية.   

وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن اعتبار فيروس كورونا مهاجماً منصفاً، ذلك لأنه أصاب الفئات السكانية المهمشة تاريخيّاً أكثر من غيرها. إذ سجلت معدلات الإصابة بفيروس كورونا والوفيات جرّاءه نسبةً أعلى بين الأمريكيين الأفارقة والأمريكيين من السكان الأصليين الذين يعتبرون في الإجمال أفقر من نظرائهم ذوي البشرة البيضاء. وإذا نظرنا إلى العمر، شكّل المسنّون جزءاً كبيراً من جميع الوفيات، وذلك يعود للمضاعفات الناجمة عن فيروس كورونا إلى جانب حالات أخرى. كما تعاني الشعوب الأصلية من معدلات إصابة أعلى مقارنة بالمعدلات الوطنية للبلدان التي يعيشون فيها. ففي أوروبا، يقيم الغجر في أحياء عشوائية مكتظ~ة، ما يجعلهم عرضة للتأثر بشكل خاص بتفشي الوباء بسبب النقص في ظروف العيش الصحية.

وفي حين يستمر تفشي الوباء في الكثير من هذه البلدان التي تتمتع بتقدم طبي ملحوظ، لا يبدو المستقبل محكوماً بالسوداوية. فمنذ بدء تفشي الفيروس في يناير، شاركت مئات الجامعات وشركات تصنيع الأدوية والمنظمات الدولية في حوالي 320 تجربة تبحث في علاجات مختلفة لفيروس "كوفيد-19". وبالنظر لمدى الانقسام الحاصل حول "كوفيد-19"، فإن الحجم الهائل لهذا المسعى يتطلب التعاون بين الدول والمنظمات والمجتمعات. وفي حين يشكل الوقت عاملاً حاسماً في الأوبئة سريعة الانتشار، إلا أنه لم يفت الأوان بعد لتعزيز روح التعاون هذه.

*تركز النسخة الجوالة من الرسم التوضيحي التفاعلي على ستة بلدان فحسب للحصول على أفضل تجربة للمستخدم.

المقالة الأصلية: https://news.cgtn.com/news/2020-06-09/Super-Virus-COVID-19-How-we-got-here--Ra9s4L7rBC/index.html

إن نص اللغة الأصلية لهذا البيان هو النسخة الرسمية المعتمدة. أما الترجمة فقد قدمت للمساعدة فقط، ويجب الرجوع لنص اللغة الأصلية الذي يمثل النسخة الوحيدة ذات التأثير القانوني.

Contacts

جيانج سيمين

البريد الإلكتروني: jiang.simin@cgtn.com

هاتف: 8618826553286+


الرابط الثابت : https://www.aetoswire.com/ar/news/شبكة-تلفزيون-الصين-الدولية-سي-جي-تي-إن-الفيروس-الخارق-كوفيد-19-كيف-وصلنا-إلى-هنا/ar 

No comments:

Post a Comment